القائمة الرئيسية

السلم والثعبان

Oct 2019 01

السلم والثعبان 

قد تعتقد أنك وصلت إلى القمة بعد تحقيق الهدف الذي طالما حلمت به، ولكن هناك أمر لا يعرفه الكثيرون ويعتقدون أن مهمتهم قد انتهت عند تحقيق الهدف، وهذا ما اعتقدته أنا أيضا عند قتلي لأول فيل في حياتي، لم أعلم أنه يجب علي أن أحافظ عليه من المنافسين لكي يتسنى لي أكله لاحقا، فرحة النصر والتعب من المعركة قد تنسيك الحفاظ على مكانك بعد تحقيقك لهدفك معتقدا أنك تستطيع العودة في أي وقت إلى مكان توقفك تحديداً ولكنك تتفاجئ أنك تعود إلى حيث بدأت وأن فريستك قد اختفت.

لعبة السلم والثعبان، لعبة بسيطة ولكنها ممكن توضحلك بالضبط ايش أقصده، تخيل معايا أنك تخطيت جميع الصعوبات وواجهتها وقبل ما توصل للهدف الحقيقي، وقعت في الفخ، اللي هو السلم، السلم


اللي راح ينزلك إلى البداية من جديد، هذا السلم هو الراحة بعد تحقيق الأهداف، وأقرب مثال حقيقي لهذا الموضوع هو الرياضة، تتذكر آخر مرة وصلت فيها للجسم المثالي اللي كنت تحلم فيه ايش سويت ؟ في الغالب وقفت فترة بعدها، وقلت خليني ارتاح خلاص وصلت للي ابغاه، وما صرت تروح للنادي أو تتمرن كثير، وبدأت الدهون ترجع بالتدريج وعضلاتك فقدت لياقتها اللي كانت متعودة عليها، إلى أن رجعت مرة ثانية إلى نفس جسمك الأول، وهذا الموضوع ينطبق على كل جوانب حياتنا من تعليم وعمل وغيرها، طيب ايش المفروض نسوي ؟

ببساطة تغيير طريقة التفكير من أنك تحاول توصل الهدف معين وترهق نفسك من دون راحة وتقدم كل التضحيات سبيل تحقيقه، إلى أنك تحاول تستمع في كل شيء تسويه، وتخلي نجاحك هو أسلوب حياة مستمر، وسعيد في ممارسته ويكون هوراحتك أصلا ! كيف ترتاح من راحتك ؟ الناجحين الحقيقين حتى في إجازاتهم نشوفهم يبحثون عن النادي في الفندق أو موجود في اللوبي يخلص أعماله أو يحاول يتعرف على أفكار جديدة في السفر لتطوير مشروعة وعلاقاته.

الخلاصة : الحياة السعيدة تتمثل في ركوب الدراجة، لكي تتوازن عليك أن تتحرك باستمرار، وإلا ستقع.