القائمة الرئيسية

قائدة المستقبل

Oct 2019 01

قائدة المستقبل

القيت محاضرة سابقاً لطالبات جامعة الأميرة نورة وكان الحماس يملأ المكان بسبب القرارات التاريخية التي حدثت عام ۲۰۱۷، وكان مجمل المحاضرة عن الفكر القيادي للمرأة وكيف يبدأون باستقبال تلك الأحداث الجديدة، وأعلم أن الأمر صعب عليكم خصوصا أن القرارات صدرت بشكل مفاجئ وسريع حتى لو كانت مُنتظرة من وقت طويل، فالانتظار لوحده لا يكفي، بل الاستعداد والتأهب هو الأهم، فهي من أهم صفات القادة.

أحد الأمثلة في القيادات الشابة الحالية والتي كنت ومازلت أتنبأ لها بمناصب عالية بالمجتمع أن لم تكن كذلك الآن أصلا، قصة فتاة صغيرة كانت تبادر في حل مشاكل الفصل بنفسها وتتبنى الأفكار وتطرحها على المعلمات لتقوم بتنفيذها بنفسها من دون التفكير

في نظرة الناس لها ولشعرها القصير ، والتنمر الدائم لها بالمدرسة، كانت تلك الطالبة تنشئ المجموعات الصغيرة لتغيير المواضيع الإذاعية وحصص النشاط المملة إلى فعاليات وأنشطة تفاعلية تفيد مدرستها وعالمها الصغير، إلى أن كبرت وبدأت بدخول عالم التطوع كمنظمة عادية ولكن طموحها لم يتوقف إلى أن أصبحت تدير المجموعات التطوعية وتنظم أعداد تصل بالآلاف وكانت أول من أقام مؤتمر ينظمه متطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم.

ولمعت في ذهنها فكرة بعد أن سقطت من الخيل وتحركت عدة فقرات سببت لها ألأم مزمنة لم يعالجها إلا صعودها على الخيل مرة أخرى لتحدي الخوف الذي أصابها منه ، قررت وقتها أن تبحث عن طريقة للعلاج بالخيل ومساعدة أصحاب الهمم في إعادة التوازن الحياتهم وأنشأت بعد ذلك مجموعة خاصة تستقبلهم وتمرنهم على ركوب الخيل وكانت النتائج مذهلة حيث تشافي الكثير بسبب هذه المبادرة ولم تتوقف مبادراتها عند ذلك الحد فقد تبرعت مؤخرا بجزء من كبدها لطفل صغير لا تعرفه ولم تكن تريد الإفصاح عن ذلك الخبر لولا تدخل وسائل الإعلام بذلك.

قصة أريج العبد الله لن تتوقف عند هذا الحد فهذه الفتاة لم يتجاوز عمرها الواحد والعشرين سنة ! وستستمر بالعطاء والمبادرة طوال حياتها، وأحببت أن أضرب فيها المثل في أهم صفة قيادية إلا وهي المبادرة، ويمكن أن تجدوا الكثير من الصفات القيادية في قصتها وقصص الكثيرين حول العالم، التي من شأنها تحفيزكم وتزرع حب المنافسة في المبادرة وترك بصمة قوية في عالمك ومجتمعك.

ستكون الحياة متغيرة وسريعة الوتيرة خلال الأعوام المقبلة، وستتمكن المرأة من الصعود المناصب عالية جداً في جميع القطاعات، ولكن هل ستكوني أنتي من ضمنهم ؟

إليك بعض الصفات القيادية التي قد تساعدك في البحث عن القائدة التي بداخلك :

1 - القيادة ليست بالكاريزما القوية ولا بقوة التحدث ، القيادة ليست للأكثر نجاحاً ، بل للتي تساعد كل من يقابلها، وتنشر العلم لكل من يحتاجه، وتكون لسان الصوت الضعيف الذي لا يستطيع الوصول إلى الناس.

٢ - القيادة ليست بالقدرة على إصدار الأوامر ، بل بالقدرة على تكوين الفريق الصحيح لتأدية المهام الصعبة.

٣ - القائدة الحقيقية تبادر لحل مشكلات المجتمع وتبدأ بتنفيذها لوحدها حتى يسمع صوتها الجميع ويبدأو بمساندتها.

٤ - القائدة الحقيقية هي من يحترمها الجميع حبا وليس خوفا .

٥ - القائدة الحقيقة هي من يفتقدها الآخرون عند اختفائها.

٦- القائدة الحقيقة هي من تزرع روح التحدي وقادرة على تحفيز نفسها وتحفيز الآخرين ونقلهم إلى مرحلة جديدة من الإنجاز .

تذكري دائماً : القيادة لا تذهب إلا لمن تطرق أبواباً لم يطرقها أحد غيرها.