البحر الأحمر والبحر الأزرق

اذا القينا بقطعة من الخبز في بحر مليء بالأسماك ، ستبدأ الحرب الطاحنة والمنافسة بين جميع أنواع الأسماك لمحاولة اقتحام الازدحام و الدخول بأي طريقة حتى وان كانت في عض و قضم أطراف الأسماك الأخرى الصغيرة وتحويلها الى طعام جديد لها ، ومع كثرة الدماء وشدة نزيف الأسماك مع محاولاتها اليائسة في الحصول على الطعام ، تحول البحر الى اللون الأحمر ، وكل ذلك من اجل قطعة صغيرة من الخبز.

بينما لو رمينا تلك القطعة من الخبز في منطقة أخرى ستحصل عليها سكة واحدة فقط وتستمتع بتلك الوجبة لفترة طويلة ولن تضايقها أي سمكة اخرى وسيظل لون البحر كما هو ازرق ( اعلم أن لونه بسبب انعكاس لون السماء الزرقاء ) ولكن هذا هو اسم الاستراتيجية.

هذه الاستراتيجية تسمى استراتيجية البحر الأزرق the blue ocean strategy ولها كتاب كامل يوضح فكرة الاستراتيجية بالتفصيل ولكني سأختصرها عليكم في عدة أسطر كالعادة توضح الاستراتيجية فكرة المنافسة على الحصة السوقية في أي قطاع سواء الأطعمة أو المقاولات وغيرها،
في المثال الأول كانت الأسماك تتنافس على قطعة صغيرة وكذلك التجار اللذين يقررون الدخول في نفس القطاع ونفس المجال بنفس الأفكار ستجد أن أموال العميل هي الطعم الذي يتنافس عليه كل هؤلاء التجار في منافسة شرسة تنتهي بخسارة معظمهم وخروجهم من السوق بلافتات متشابهة " للتقبيل "

أما المشاريع المميزة والخدمات ذات القيمة المضافة ستجد أن العمل سيختار أن يذهب اليهم وحدهم من دون النظر الى المنافسين التقليديين.

امثلة على مشاريع البحر الأحمر :
أي مشروع تقليدي و متكرر وتزيد نسبة النزيف اذا كنت تحمل اسم قريب للمنافس ومنتجات مشابهة وهوية مشابهة و مستأجر جنيه ) مقهى قهوة - مطعم وجبات سريعة - تطبيق بخدمات تقليدية - عربة طعام تقليدية ( شاهي - قهوة - بتكك )

امثلة على مشاريع البحر الأزرق :

حلاق بداخله خدمات إضافية مثل الحمام المغربي و العناية الخاصة.
بقالة توفر اشتراكات شهرية.
مغسلة توفر ميزة التوصيل.

ببساطة : اذا كان مشروعك تقليدي وخالي من المميزات والأفكار ستدخل في دوامة البحر الأحمر بسهولة.


الخلاصة : انتبه الدخول في بحر مليء بالأسماك البحث عن الطعام، أن خرجت من المنافسة حياً لن تخرج سليما !