القائمة الرئيسية

لماذا يعد اقتناص الفرص مهماً لرياديي الأعمال

Jan 2020 13

في عالمنا المتسارع اليوم و الذي لا يرحم من جاء متأخراً، تعد مهارة اقتناص الفرص من أهم المهارات التي قد تفتح لك أبواباً دون غيرك، و قد تقودك نحو نجاحات لم تكن تفكر بها أصلاً منذ البداية.

إذا بحثت عن تعريف الفرصة، ستجد أنها تعني توفر الوقت أو الظرف المناسب للقيام بعمل ما، و أن الفرصة كالغنيمة، عليك استغلالها و إلا ستذهب من بين يديك.

اقتناص الفرص يعني الحصول عليها و الإمساك بها بكل قوة حين تمر بسرعة كبيرة تكاد لا تلحظها أمامك، و لكن لا يمكنك فعل ذلك إلا إذا كنت منتبهاً و واعياً لما يحدث حولك.

في كتاب فلوس101 تحدثت عن قصة صديقي أحمد الزيني

في عام 2011، تخرج صديقي أحمد من جامعة البترول و المعادن، و أنشأ شركة تقنية كغيرها من الشركات، و كان يقوم بتقديم خدماته للشركات، إلى أن قدم يوماً ما خدمة تقنية لصاحب مطعم كان يريد إنشاء قائمة طعام إلكترونية للمطعم.

قام أحمد ببرمجة و تطوير القائمة و قدمها لصاحب المطعم، و بعد فترة احتاج صاحب المطعم ربط القائمة بالمطبخ ثم بالمخزون، إلى أن أدرك أحمد أن هناك فرصة كبيرة في إنشاء نظام متكامل للمطاعم و ربطه بحلول الدفع ليصبح نقطة بيع جديدة في السوق السعودي، و أنشأ شركة فودكس و التي تعد من أكثر الشركات السعودية و العربية نمواً، و التي انتشرت في أرجاء الخليج و أوروبا و قريباً العالم أجمع.

قصة صديقي أحمد هي مثل قصص الكثير من الشركات العالمية الكبرى، و التي اقتنصت فرصاً لم تخطط لها حتى أصبحت من كبرى شركات العالم.

مهارة فن اقتناص الفرص تعد السبيل الوحيد لاختراق رحلة نجاحك بحيث لا تحتاج إلى صرف أموال كثيرة و بذل مجهود عالي في البحث عن فكرة مميزة و التأكد من جدواها و العمل عليها و التسويق لها و غير ذلك الكثير مما يواجهه الريادي في رحلته.

عندما تقتنص الفرص فأنت تحظى بميزات لا يحظى بها غيرك و لفترة محددة فقط إذا أحسنت استغلالها، خصوصاً في عالمنا اليوم الشديد السرعة و التنافسية.

و لكن كيف يمكنك أن تصبح ماهراً في اقتناص الفرص؟

لتقتنص الفرص عليك أن تكون:

  1. مبادراً و محباً للتجارب و كل شيء جديد

كلما جربت أكثر، فُتحت لك أبواب أكثر من حيث لا تدري ولا تحتسب. عندما تجرب أكثر، فأنت تقوم بربط كل جديد تتعلمه مع المعلومات السابقة في عقلك مما يجعلك تدمج بين تخصصات و أفكار مختلفة لتخرج بشيء جديد و مميز لا يوجد منه الكثير حولك.

  1. دائم التعلم و الاستعداد 

إذا كانت أكبر فكرة تجارية ناجحة أمامك و لم تكن لديك المهارات المناسبة فسوف تذهب من بين يديك. 

هل تتذكر تلك الأوقات، و التي غالباً ما تكون كثيرة و التي قلت فيها في نفسك لو أنني قمت بعمل كذا و كذا لكنت كذا و كذا!

لو أنني تعلمت التصميم جيداً لكنت قادراً على إنشاء مشروعي بنفسي!

لو أنني تعلمت مهارات التواصل الاجتماعي لما ذهبت علي فرص هامة للتعرف على غيري من الرياديين!

لو أنني تعلمت مهارات القيادة لكنت قادراً على تكوين فريق عمل رائع!

و هكذا...

لاشك أن جميعنا قال ذلك يوماً ما.

 احرص على التعلم الدائم، و كن على أهب الاستعداد لأي فرصة مباغتة.

  1. في علاقة جيدة مع من حولك

معظم الفرص تأتي من علاقاتك الجيدة مع من حولك. احرص عليها، فلا تدري من يمكن أن يمنحك الفرصة التالية.

في الإنجليزية، هناك مثل ترجمته: "علاقاتك هي رأسمالك". لا شك أنك تلاحظ أن أي رجل أعمال ناجح يملك علاقات كثيرة و مهمة، تجعله يقول: "اعرف شخصاً يمكنه عمل ذلك" بكل ثقة و سهولة.

دون علاقات، فأنت تفوت قطاراً هائلاً من الفرص كانت لتأتيك لو كان غيرك يعلم بك و يستطيع التواصل معك. لا تجعل مهاراتك المميزة تضيع بسبب عدم قدرتك على التعامل مع غيرك. عليك بتعلم فن التأثير الشخصي و جعل الآخرين يتذكرونك في أي شيء يعلمون تميزك به.

علاقات أكثر = فرص أكثر

  1. واعياً و منتبهاً لما حولك

 إذا تأملت جيداً حولك، و درست بيئتك و قدراتك جيداً، قد تجد فرصاً كبيرة و كثيرة جداً لدرجة أنك قد تحتاج بعدها لمعرفة ما يجب عليك التركيز عليه و ما يجب عليك إهماله. 

بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الفرص تأتي على غفلة و بطريقة مفاجئة دون أي تخطيط و سابق إنذار، و من يستطيع رؤيتها بين ضباب مشاغل الحياة يفز بها.

لابد أنك تتذكر يوماً ما كيف خطرت في بالك فكرة رائعة بشكل مفاجئ عندما فكرت في الموضوع أكثر من غيرك!

كن متيقظاً دائماً، و لا تجعل فكرة قد تغير من حياتك تمر أمامك مرور الكرام فقط لانشغالك بشيء غير مهم. 

  1. رؤية كل شيء من منظور آخر

من يقنصون الفرص ليسوا أذكى من غيرهم، و لكنهم رأوا في ما حولهم ما لم يره غيرهم و أحسنوا استغلاله. 

إذا كنت تسمع عن أسباب سفر رواد الأعمال، فلابد أن تسمع كثيراً عن أن الكثير منهم يذهبون للتسوق في البلدان الأخرى للتعرف على أسواقهم و منتجاتهم و أي شيء يمكن أن يتم إدخاله للسوق، فغالباً من الصعب أن تأتي بأفكار لأشياء لم تعلم أنها موجودة أو ممكنة أصلاً أو حتى يريدها الآخرون.

و ذلك كما يحدث عندما يأتي شخص من الصين و يقوم بافتتاح مطعم صيني، أو عندما يأتي شخص (و خصوصاً النساء) من دول الخليج و يقوم أو تقوم بافتتاح معرض عبايات بنفس الطريقة و الروح الخليجية، وغير ذلك الكثير من الأمثلة.

و اليوم، و مع توفر الانترنت، يمكنك رؤية جميع العالم بين يديك و معرفة طريقة حياتهم و استهلاكهم. كل ما عليك فعله هو محاولة تبني طريقة تفكيرهم و حياتهم، و معرفة لماذا قاموا بعمل تلك المنتجات و الخدمات منذ البداية.


في عالم السرعة، استغلالك للفرص هو من يجعلك تسبق الجميع، و تعلم فن اقتناص الفرص هو سبيلك لذلك.

لا تجعل أعذاراً واهية تبعد عنك نجاحات كانت ستكون بيديك. اقتناص الفرص هو ما يميز الناجحين عن غيرهم.

اقتنص الفرص و و ابدأ رحلة انطلاقك نحو القمة الآن.

 

**هذه التدوينة مستلهمة من كتاب فلوس101