دافع الخوف

سألني صديقي مرة، عادل ما قد جاك شعور أنك تبي توقف كل شيء وترجع موظف وتأخذ راتب نهاية الشهر وتريح راسك ؟ 

أحمد صديقي ما كان يعرف أن هذا السؤال إجابته منتهية عندي من زمان، بعد دورة قيادية حضرتها عام ۲۰۱۱ وكان من ضمن التدريبات أنك تتخيل كل مخاوفك خلال الخمس سنوات القادمة إذا استمر وضعك على ما هو عليه، وفعلا تخيلت كل مخاوي اللي كنت اتهرب منها وأغلفها بمقولات واهية « كل شيء قسمة ونصيب » والله لا يغير علينا ! وتخيلت كيف ممكن تتدمر حياتي تدريجيًا ومن دون ما أشعر بعد 5 سنوات من الآن إذا ما غيرت عاداتي وبطلت تسويف المهام وتأجيلها.


خرجت من تلك الدورة شخص مختلف تماما وكل ما أفكر فيه هو الإنجاز وكل الجسور المؤدية إلى حياتي السابقة تم حرقها.

حاب أنك تعمل معايا تمرين بسيط قريب من التمرين السابق ولكنه أعمق، نحتاج فيه 3 أوراق A4، وابغاك تكتب التالي: 

١ - أكتب المشاكل اللي تحس أنها تعيقك عن تقدمك، مثال التسويف، إدمان شيء معين، وهكذا.

٢ - الورقة الثانية تكتب فيها كل ما يمكن أن يحدث إذا استمر وضعك على ما هو عليه لمدة خمس سنوات، بداية من السنة الأولى إلى الخامسة بالتفصيل وتخيل كل التفاصيل الصغيرة والأحداث متضمنة صحتك، علاقاتك، عملك، نفسيتك وحالتك المادية. 

٣- بعد الانتهاء من الورقة الثانية تأملها جيدا واستشعر أهمية ما كتبته، وابدأ بكتابة العكس تماما، ماذا لو بدأت في تغيير عاداتك وتطويرها للأفضل


خلال الخمس سنوات الجاية بالتدريج ما الذي يمكن أن يحدث لك ؟

٤ - أخيرا أريد منك أن تعود للورقة الثانية وتتأملها جيداً بكل تفاصيلها وتخيل الألم الذي سيحدث إذا استمر تجاهلك لما يحدث الآن، أريد منك الآن أن تجلب أحد « قدور » والدتك وتقوم بحرق الورقة الأولى تماماً وليس منزلك، انظر إلى الورقة وهي تحترق وتأمل الكلمات التي كتبتها، والتي لن تعود إليها مهما حدث، واستشعر هذا الموقف وابدأ الآن بالانتقال إلى الورقة الجديدة وأعمل على تحقيق ما كتبته بعمل خطة واضحة لهذه السنة، لانطلاقة جديدة.

تمرين المخاوف من الممكن أن يعيد الحياة إلى ضميرك وتبدأ باستيعاب حجم مشكلتك لتتفادى وتبدأ في الخروج منها تدريجيا لحياة جديدة ومنجزة، ولكن عليك أن تكون مقتنع أولا بالتغيير، لن ينجح أي تمرين مالم تمتلك القناعة الداخلية بالتغيير وتجديد حياتك للأفضل ويعد أيضا من أقوى الأسلحة التي استخدمها عند الحالات الطارئة مع الفيل.

ملاحظة: استخدام الورق مهم جدًا في هذا التمرين.